مع التقدم التکنولوجی الهائل الذی طرأ فی مجالی علوم الوراثة والکیمیاء الحیویة ؛ اتجهت الأبحاث فی الآونة الأخیرة نحو التوصل إلى مواد مرکبة تکون قابلة للتحلل عضویاً بحیث تتحلل فی التربة بعد دفنها، أی کالکائنات الحیة بعد موتها، وتکون مفیدة للتربة، وهی ما انتجته التقنیة الحیویة فی عالم أصبحت فیه التنمیة المستدامة هی کلمة السر .
تعرّف «التقنیة الحیویة» بأنها علم تطبیقی یقوم على دراسة العملیات الکیمیائیة والبیولوجیة التی تجری داخل خلایا الکائنات الحیة، ثم الاستفادة من تلک العملیات فی مجالات متعددة، کالطب والزراعة والصناعة والبیئة. وتتم تلک الاستفادة بواسطة تقنیات هندسیة حدیثة ترتبط بالهندسة الوراثیة التی فتحت آفاقاً جدیدة وتطبیقات أوسع.
یهدف هذا البحث إلی إلقاء الضوء علی هذا التقدم التکنولوجی فی مجال التقنیة الحیویة وذلک بغرض ترشیح أمثلة متعددة من الخامات الحیویة ؛ التی یمکن الاستفادة منها فی مجال التصمیم الداخلی والأثاث ، والتی منها علی سبیل المثال المنسوجات والجلود الحیویة .
تمثلت مشکلة البحث فی أن التأثیرات الصحیة والبیئیة للخامات الصناعیة المستخدمة فی الحیز الداخلی ، قد تکون أقوی تأثیراً وأکثر تعدداً من ملوثات البیئة الخارجیة . لذا اعتمد البحث علی المنهج الوصفی التحلیلی لمحاولة استبدال مصادر التلوث المتمثلة فی الخامات الصناعیة المستخدمة فی التصمیم الداخلی والأثاث بمصادر أخری "خامات حیویة " أکثر أماناً علی صحة الإنسان وأکثر حفاظاً علی سلامة بیئته الداخلیة والخارجیة .
)
View on SCiNiTO