تعتز کل دولة بتراثها الوطنی وتعتبرها ثروة قیمة تسعى حثیثًا فی إظهارها وابرازها والاعتزاز بها واستثمارها، وتلعب العمارة المحلیة دورًا أساسیًا فی إثراء قیم التراث وعلى المُصمم الداخلی أن یعی هذا المفهوم ویجعله من ضمن أولویاته عند تصمیم الفراغات الداخلیة، فهی لا تعتبر واجبًا وطنیًا فحسب بل هی ما یُمیز التصمیم السعودی ویرفع به إلى مستوى العالمیة، ولمنتجات الدیکور الداخلی مثل: ورق الجدران وأقمشة التنجید والستائر والأغطیة وغیرها أهمیة کبرى وتاریخ عظیم فی تعریف التراث المحلی، وهو ما انتهجته دول العالم عبر تاریخها عند تصنیع منتجاتها، ولن یکون ذلک مُمکنًا دون تضافر جهود کبیرة على مستوى الدولة والحکومات والهیئات من شأنها تعریف المُصممین بأهمیة التراث العمرانی المحلی وجمالیاته، وتزویده بالمهارات اللازمة التی تُعینه للوصول إلى التصمیم الأصیل.یستعرض البحث الحالی نتائج زیارات میدانیة للاطلاع على تجارب بعض هذه الدول وجهودها فی تأصیل تصمیماتها المحلیة، کما یتتبع البحث التطور التاریخی لتصامیم منتجات الدیکور الداخلی المستوحاة من التراث العمرانی المحلی عالمیًا؛ بهدف قراءاتها والاستفادة منها فی تصمیم وتصنیع منتجات مُستلهمة من التراث العمرانی السعودی الأصیل، بالإضافة إلى استخدام المنهج التطبیقی حیث طبقت الباحثة تصمیمات طباعیة لمنتجات دیکوریة مختلفة بالطرق الیدویة التقلیدیة، والطرق الإلکترونیة المختلفة بالاستعانة بالبرامج المتطورة؛ بهدف إنتاج نماذج لوحدات دیکوریة معاصرة نُفذ جزء منها بمعامل الطباعة فی جامعة لندن للفنون (بریطانیا) ثم عرضها على عینة من المصممین لاستطلاع رأیهم مدى تقبلهم لإستلهام تراثهم المحلی فی القطع المعاصرة مما یفتح الباب للمُصممین السعودیین الموهوبین للإبداع واستقطابهم وفتح مجال واسع للتصنیع المحلی الذی یساعد فی ازدهار قطاع الصناعة الوطنیة، ویُسهم فی تقدم الدولة وتحقیق الرؤیة الشاملة لـ 2030.