کان الاهتمام بالأسبلة المائیة عادة قدیمة عند السلاطین والملوک منذ القدم، وکان لها طابعاً ممیزا عند المسلمی، حیثسارع الأغنیاء من المسلمین وأهل الخیر للتنافس على بناء الأسبلة لعمل الخیر، وقام الأمراء والسلاطین والملوک والحکام فی إنشاء الأسبلة فی الطرقات والأزقة وفی الأماکن العامة من أجل الأجر والثواب، فالوجوب بالصدقات الجاریة من الأفعال الخیریة متعددة، وقد کان منها وقف الأسبلة، فما هی الأسبلة؟ وما الغرض من انشائها فی المجتمع الاسلامی والانسانی. ولا تکاد تخلو مدینة اسلامیة من سبیل أو عدة أسبلة، ذلک لأهمیة هذه المنشآت المعماریة فی الحیاة العامة، وتعد الأسبلة الوقفیة الخیریة من أعمال المنشآت الخیریة وصورة من صور الانفاق فی سبیل الله وصدقة جاریة لصاحب الوقف، ویترتب علیها أجر کبیر للفرد، وتندرج تحت الصدقة الجاریة وثوابها فی سبیل الله، والغرض منها خدمة المسلمین . یعود تاریخ انتشار الأسبلة فی المجتمعات الاسلامیة بشکلها المعروف إلى العهود الأیوبیة والمملوکیة، وازدادت فی الفترة العثمانیة بشکل أوسع وأکبر . واشتهرت فلسطین بانتشار واسع للأسبلة المائیة فی الفترات المذکرة، کما انتشرت الأسبلة فی المدن المقدسة من أجل توفیر المیاه للعطشى والحجاج طلباً للثوابکما وحظیت مدینة القدس الشریف والمسجد الأقصى بعنایة الخیرین من الحکام المسلمین من الممالیک والأیوبین والعثمانیین خاصة السلطان سلیمان القانونی، خاصة ان مدینة القدس تقل فیها مصادر المیاه، فأقیمت العدید من الأسبلة لتوفیر المیاه لسکان القدس وللوافدین الیه من المصلین. وتم توصیل المیاه من برک سلیمان من الجنوب من منطقة بیت لحم وصولا لساحات المسجد الأقصى. کما انتشرت العدید من الأسبلة بشکل کبیر فی مدینة نابلس القدیمة التی تقع شمال الضفة الغربیة .