تنسيق الموقع ودوره في رفع کفاءة الحيز الفراغي الخارجي

منذ القدم وهناک علاقة وثيقة بين الإنسان والحيز الفراغى الخارجى فهو جزء منها يتأثر بها ويؤثر فيها ويتفاعل معها، والمتأمل لفنون الحضارات السابقة يجد أنها استمدت ملامحها وفلسفتها من البيئة المحيطة بها فانعکس ذلک على مستوى الثقافة البصرية للمجتمع آنذاک. ومع الرغبة الملحة الدائمة في زيادة المساحات العمرانية بهدف الکسب المادي انتشرت مظاهر التلوث البصري العمراني وقل الوعي والاهتمام بالحيزات الفراعية المحيطة بالمباني المعمارية، وفقد تنسيق الموقع أهميته ودوره في رفع کفاءة الحيزات الفراغية وقيمتها الجمالية والوظيفية، ولذلک تهدف الدراسة البحثية لتوضيح أهمية تنسيق الموقع في الحيزات الفراغية بقيمها الجمالية والوظيفية وکيف يمکن أن تؤثر في رسم الصورة الجمالية وتحسين کفاءة الفراغات الحضرية بشکل عام لتکوين صورة ذهنية ذات شخصية مميزة لتحقيق الأهداف البصرية لعملية تنسيق الموقع.
وعرف الإنسان منذ القدم أهميه الاتصال بالحيزات الفراغية الخارجية ، بل و عمل على جذبها إلى الداخل ، إلا أنها أصبحت في عصرنا الحالي تساوى أکثر من ذلک حيث أصبحنا نعيش في عصر الثراء البصري بما يتضمنه من تطبيقات تکنولوجيه متنوعة جذبتنا نحوها، وتجاهلنا جوانب الاتصال ببيئتنا الطبيعية المحيطة بنا بما تضمنته من تشکيلات متنوعة الأمر الذي جعل الحاجة ملحة لوجود حيزات فراغية باعتبارها المتنفس الوحيد للمجتمع في ظل ضيق المساحات للوحدات السکنية والزيادة السکانية المضطردة، وإبراز اهميتها الاجتماعية والبيئية والاقتصادية والتأکيد على دورها في تطوير المجتمعات وتقدمها.