القيم الوظيفية والجمالية للإضاءة الصناعية في فراغات المسکن الداخلية

ظهرت حاجة الإنسان منذ فجر التاريخ إلى تعويض احتياجه للإضاءة الطبيعية، لکي يتمکن من الحياة في الکهوف التي لا تستطع أشعة الشمس اختراقها، فلجأ للإضاءة الصناعية، بهدف توفير الرؤية في الأماکن التي لا يصلها الضوء الطبيعي، والحصول على أشکال جمالية ناتجة عن تداخل الضوء والظلال، ومع التطور الزمني للأنشطة البشرية، صارت للإضاءة أهمية کبرى في الفراغات الداخلية للمسکن سواء من الناحية الوظيفية أو الجمالية أو النفسية، حيث اعتمدت اضاءة المساحات الداخلية على نوعين من الإضاءة، الإضاءة الطبيعية ذات المصدر الطبيعي کضوء الشمس المباشر وضوء السماء، والإضاءة الصناعية الناتجة عن المصابيح الکهربية، والتي لا تزال حتى الآن في تطور مستمر، بالاعتماد على أحدث التقنيات والأنظمة البصرية الجديدة، والخامات الحديثة، وزيادة الکفاءة الاقتصادية وتقليل التأثير البيئي، ويهدف البحث إلى التأکيد على دور الإضاءة الصناعية لفراغات المسکن الداخلية في إبراز الدور الوظيفي والنفسي والتأکيد على القيم الجمالية في الفراغات السکنية، والوصول الى منهج علمي يرتکز على معايير تصميم الاضاءة الفعالة داخل الفراغ السکنى.
بينما تتحدد مشکلة البحث في ضعف توزيع الإضاءة في بعض الفراغات السکنية الحديثة، مما يتسبب في الإزعاج والإرهاق البصري والنفسي، بالإضافة إلى توزيع الإضاءة بشکل لا يتلاءم مع الوظيفة وجماليات التصميم الداخلي للفراغات الداخلية للمسکن، بينما تعود أهمية البحث إلى التعرف على التأثير النفسي والوظيفي والجمالي للإضاءة الصناعية بهدف تفادي الأخطاء الشائعة في تصميم وتوزيع الإضاءة في الفراغات السکنية. وفي النهاية يخلص البحث إلى أن التخطيط المناسب للإضاءة داخل الفراغ السکني، يتطلب تحديد وظيفة کل فراغ والأنشطة التي يمکن تأديتها في ذلک الفراغ، ثم اختيار أشکال وأنواع مصادر الإضاءة بناء على الراحة البصرية والنفسية فضلا عن الجوانب الوظيفية، والجمالية.