إن خضوع العمارة لفترة طويلة لسيادة اتجاه فکري معين يرتبط بالأشکال التقليدية سهلة الإدراک و يقترن بمفاهيم مشتتة بين الجمال الإبداعي و الوظيفة النفعية قد حبس إبداع المصمم النحات فى المعارض الفنية و جعل دوره فى العمل المعماري ينحصر فى المجسمات الميدانية أو العمل الجداري على جسم الکتلة المعمارية و الذي بدونه يفقد الشکل المعماري قيمه البصرية التى تميزه عن غيره ، أما الآن فقد أتاحت الثورة الرقمية القدرة على تحقيق أحلام المصمم النحات فى جعل منحوتاته الجمالية تکوينات معمارية إنتفاعية و أتاحت إمکانية معالجة الأشکال الفراغية الهندسية الأساسية و الخروج بها من ماهيتها الهندسية الجامدة إلى جوهرها العضوي و تحويل الإستلهام من التکوينات الطبيعية من مجرد فکر حالم فى ذهن المصمم إلى واقع إبداعي يحمل أهدافاً متنوعة استطاع أن يحققها من خلال المعالجات التى تراوحت ما بين تفعيل کفاءة الکتلة الوظيفية ، أو رفع کفاءة المعالجات المناخية و البيئية للمبنى أو حتى مجرد أهداف تشکيلية و بصرية . و يسعى هذا البحث إلى الکشف عن الإتجاهات الفکرية حول أصول الأشکال کمنهجية لتناول التشکيل المعماري النحتي تحدد دور النحات و کيفية معالجاته التصميمية وعلاقتها بالتخصصات الأخرى المُشارکة في المشروع المعماري ، و لذلک يتجه البحث إلى دراسة وجهات نظر عديدة حول تصور المصممين لطرق تکوين الأشکال المعمارية و تحولاتها فى الفراغ لإثراء العمارة المعاصرة ذات التوجه النحتي و يتبع البحث المنهج الوصفى التحليلى.