الأزمات الإقتصادية وأثرها على الممارسات الفنية فى ضوء ثقافة الاستهلاك

شهد العالم على مر العصور العديد من الأحداث الإجتماعية والإقتصادية المتسارعة نتيجة للصراعات السياسية والحروب وغيرها، والتى تؤثر بدورها تأثيراً كبيراً على الدول والأجيال. كالحرب العالمية الأولى والثانية واللتان كان لهما أثرهما المباشر في تغيير وجهة الفنون العالمية ومدارسها. فضلاً عن فلسفة المجتمعات وحراك التعايش الطبقى الإجتماعى، وظهور ثقافة الاستهلاك التى اتسعت خلال حقبة مابعد الحداثة. وفى الآونة الأخيرة خلال الربع الأول من القرن الحادى والعشرين شهخد العالم أوبئة وحروب والتى كان لها دور كبير فى التأثير على شكل وأدوات الفن المعاصر. مثال ظهور وباء الكورونا عام 2020 م وما لبث العالم أن يحاول استعادة وضعه الاقتصادى حتى اندلعت الحرب الأوكرانية الروسية .وهو ما أسفر عن أضراراً جسيمة على المستوى الصحى والإقتصادى المحلى والعالمى والتى دفعت العالم إلى إعادة النظر في المنظومة الاقتصادية العالمية. ومن ثم ظهرت مشكلة البحث فى محاولة للوصول إلى بدائل فنية تتيح أدوات وحلول مبتكرة لمواكبة هذه الأزمات الإقتصادية. بالإستفادة من الممارسات الفنية التى تلت الحرب العالمية الثانية (مابعد الحداثة) والفترة الحالية من القرن الحادى والعشرين. ويحاول البحث استكشاف مجموعة متنوعة من الأساليب المتضمنة في استخدام مخلفات المجتمع الإستهلاكى والوسائط سابقة التجهيز Ready-made فى فترة مابعد الحداثة، والكشف إلى أي مدى يمكن أن توفر للفنان المعاصر الوسائل التي يمكنه من خلالها طرح أفكاره الخاصة بطريقة أكثر ملائمة لمعطيات العصر الحالى.