دور فن التجهيز فى الفراغ فى تحقيق دراما الفراغ المعمارى

يختلف شعورنا من مكان إلى اخر، تلك المشاعر والأحاسيس ليست من قبيل الصدفة وإنما هى تفاعلات وجدانية ومشاعر تكونت نتيجة للتفاعل البصرى والوجدانى مع عناصر الفراغ، فللفراغ المعمارى لغة يتحدثها من خلال مفرداته وعناصره المختلفة، وهذه اللغة قد تتطور للحد الذى يجعلها كالدراما المسرحية أو الأدبية التى تتكون من مجموعة من العناصر تتضافر لتقديم صورة درامية محسوسة ومرئية،واختصت الباحثة بالدراسة أحد أساليب الفن المعاصر وهو فن التجهيز في الفراغ وذلك لأنه إتجاه فنى يرتبط بالفراغ المعمارى بشكل مباشر وهنا يتلاقى مفهوم الفراغ الفنى التشكيلى مع الفراغ المعمارى الداخلى أو الخارجى ليصبح كائناً واحداً يؤثر نفسياً بشكل مباشر على الإنسان
تكمن إشكالية البحث فى الإجابة على التساؤل التالى: هل يمكن للفراغ المعمارى أن يحمل جانباً درامياً يتمثل في العلاقة والحوار بين عناصر الفراغ والرسالة التى يؤديها كلاً منهم؟ وذلك للوقوف على مدى إمكانية إستثمار أعمال فن التجهيز فى الفراغ فى تحقيق صور درامية مختلفة بالفراغات المعمارية، ويهدف البحث الحالى إلى تطوير فكر المصمم المعمارى بصفة عامة وفكر مصمم أعمال التجهيز في الفراغ بصفة خاصة من خلال التطرق إلى الجانب الإنسانى الدرامى في التصميم. وذلك من خلال الوصول إلى أعمال فنية وتصميمية تثرى الجانب الفلسفى لتصميم الفراغات المعمارية، وتعزز من التفاعل بين الفراغات المعمارية والإنسان.
وترجع أهمية الدراسة الحالية فى دراسة الفراغ المعمارى من منظور فلسفى وهو الجانب الدرامى ، وقد إستخدمت الباحثة المنهج الوصفى والتحليلى والمنهج التطبيقى ولخصت الباحثة إلى أن العمل الفنى بشكل عام وأعمال التجهيز بشكل خاص يمكنها من تعزيز التفاعل الحسى والبصرى بين الأفراد والفراغ بما يؤكد دراما الفراغ المعمارى بصور متنوعة ومختلفة.