الذكاء الاصطناعي العاطفي وتعزيز احتياجات التصميم الداخلي التفاعلي

يشهد مجال التصميم الداخلي تحولا جذريا، بفضل تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي لمراحل متقدمة جعلته يعمل كمساعد شخصي للمصمم الداخلي، بالإضافة لقدرته على اقتراح أفكار تصميمية مختلفة للفراغات الداخلية بناء على متطلبات المستخدم، الأمر الذي صار الآن متقبلا في بعض الأوساط الهندسية، لكن ماذا لو تطورت هذه التقنيات لتتمكن من قراءة المشاعر ولغة الجسد، والتفاعل مع الحالة النفسية للمستخدمين من خلال تعديلات ديناميكية في عناصر التصميم؟
يجيب البحث عن هذا التساؤل من خلال دراسة العلاقة ما بين الذكاء الاصطناعي العاطفي والتصميم الداخلي، حيث يهدف إلى تطوير إطار نظري ومنهجي لتصميم المساحات الداخلية التي تستجيب للحالة العاطفية للمستخدم باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، واستكشاف تأثير الذكاء الاصطناعي على التجربة الحسية والعاطفية لمستخدم الفراغ، ومدى قدرته على تعزيز الإبداع؛ بهدف إنشاء فراغات داخلية تستجيب للحالات النفسية للمستخدمين، من خلال تطبيق تقنيات تحليل المشاعر ولغة الجسد بالذكاء الاصطناعي، وتقييم إمكانية تطبيقها في مجال التصميم الداخلي.
تتمثل مشكلة البحث الرئيسة في وجود فجوة معرفية وتطبيقية بين مجالي تحليل لغة الجسد باستخدام الذكاء الاصطناعي والتصميم الداخلي التفاعلي، مما يحد من إمكانية تطوير بيئات داخلية تستجيب بشكل فعال للحالات النفسية للمستخدمين، مما يؤثر سلباً على تجربة المستخدم والرفاهية النفسية.
تكمن أهمية البحث في تسليط الضوء على دور الذكاء الاصطناعي العاطفي في تحويل التصميم الداخلي من عملية تصميمية ثابتة إلى تجربة تصميم ديناميكية متكيفة.
ويخلص البحث إلى التأكيد على ضرورة التعاون متعدد التخصصات بين خبراء الذكاء الاصطناعي والمصممين الداخليين، وعلماء النفس البيئي، لتنمية سوق التصميم التفاعلي العاطفي، بهدف تطوير نماذج لفراغات داخلية استجابية ذكية قادرة على استشعار الحالة العاطفية والنفسية للمستخدمين.